مجلة جامعة البحر المتوسط الدولية العلمية المحكمة
بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة (الحكمة) إتُخذ شعار تبسيط الفلسفة، الذي يحق لنا أن نطرح فيه سؤالاً مهماً ألا و هو ما الذي نعنيه بالتبسيط فيها و لها، هل هي أدوات التفلسف؟ أم التفلسف كفكري و قضايا و نظريات أغمٌضت أحياناً حين أدلجها أصحابها؟ السؤال يحتاج لجواب مستفيض مطروح على بساط البحث. فمن ذا الذي لا يقبل الحكمة إن كانت قد جمعت في بنيتها الاولى بحميمية عميقة العقل والقلب في أنبل هدف انساني، البحث عن الحقيقة وعبق قيم الأشياء وجمالها، في موقف كلي حيال الوجود كوناً وحياة، في تجاوز الإنسان لذاته نحو العالم و المطلق، بتساؤل وفهم ودهشة واستغراب مستمر لا يتوقف إلا بالعدم، باستمرار نحو تاريخها الذي هو تاريخ التساؤل ذاته سر الدهشة الإفلاطونية، و في صيغته البسيطة لا يحتاج لتوضيح لنفيه صيغة أخرى أقدم منها، و بذا تكون منهجاً يقوي الفكر بالسؤال كما يقول (هيدجر Heidgger – 1976م): من السذاجة التبشير بأفول نجمها، فما دام بقي الإنسان حياً وقادرا على مباشرة التأمل والإندهاش والتساؤل فالفلسفة في ازدهار. لهذا علينا تمرين الفكر وفتح مغاليق نقده وتعليمه فهذا الذي عناه (علي عزت بيغوفيتش A.begovic – 2003م) بقوله:- أنه حين نُعلم الإنسان التفكير فإننا نحرره، وحينما نلقِنه معارف جاهزةً فإننا نضمه إلى القطيع. وقد قيل أيضاً أن هناك طريقان يبدأ بهما ومن خلالهما تعلم الفلسفة، أولها: تتعلق بقراءة تاريخها الذي يشمل استعراض حياة الفلاسفة و أعمالهم والظروف التي أحاطت بهم حتى كانت مؤثرة في إنتاجهم الفكري، وثانيها:- تتطلب بحث ودراسة النظريات والمشكلات الفلسفية بذاتها دون النظر للتسلسل الذي يعتبر تاريخاً للفلسفة ، وبذا يرى (هنتر ميد H.Mead – 1931م):- أن البداية مع تاريخ الفلسفة ليس مناسباً بما فيه الكفاية، والاولى أن ينظر للتعرف على المشكلات الفلسفية. لذا يجب أن نعمل معاً على تحييد الفكرة السيئة التي ترى أن الفلسفة مخيفة، وإبعاد كل الشائعات الاجتماعية عنها بأنها تتخطفهم نحو الكفر والإلحاد وتبعدهم عن الإيمان، أو أنها صعبة معقدة لا يستوعبها إلا احداً من بني جلدتها، أو الأفكار البسيطة التي ترى عدم تدريسها لفئات عمرية معينة. لهذا أراني أخالف كل من قال أو دعا لعدم تعلمها إلا للخاصة (كالغزالي ابي حامد – 505 هـ)، و (ابن رشد الحفيد – 585هـ)، لأنهما حين تعلماها لم يكونا من الخاصة ثم أضحوا كذلك. فما أحرانا إلى تبسيط أفكارها و قضياها، و إلى توسيع دائرة الأخذ بها، لتتوسع عقولنا و تزداد معارفنا.
رئيس التحرير
أ.د وائـل محمـد جبريـل – جامعة درنة، كلية الإقتصاد، إدارة الأعمال
أ. منتصر أحمـد فكـرون – باحث في العلـوم الإداريـة
الملخص:
تهدف الدراسة إلى التعرف على أثر العدالة التنظيمية على جودة حياة العمل بشركة ليبيانا للهاتف المحمول بمدينة بنغازي، ولتحقيق أهداف الدراسة اتبعت الدراسة منهج دراسة الحالة، واستعانت بالاستبانة كأداة رئيسة لجمع البيانات، وكشفت الدراسة أن المستوى العام للعدالة التنظيمية وجودة حياة العمل جاءا مرتفعين، كما أظهرت الدراسة وجود أثر ذو دلالة احصائية للعدالة التنظيمية على جودة حياة العمل، كذلك تبين أن أكثر أبعاد العدالة التنظيمية تأثيراً على جودة حياة العمل متمثل في بُعد عدالة الإجراءات، وأخيراً قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات التي يؤمل أتباعها لتعزيز العدالة التنظيمية وتدعيم جودة حياة العمل بالشركة قيد الدراسة.
تهدف الدراسة إلى تقديم إطار مفاهيمي تحليلي لدور ريادة الأعمال في تعزيز التنمية المستدامة في الدول العربية، من خلال التعرف على مفهوم ريادة الأعمال وأهميتها وتصنيفاتها، وكذلك مفهوم التنمية المستدامة وأبعادها وأهدافها والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى عرض دراسة نظرية معمقة لدور ريادة الأعمال في تعزيز التنمية المستدامة، هذا وقد تم الإعتماد على المنهج الوصفي في عرض موضوع الدارسة من خلال الإطلاع على المراجع المتعلقة وبناء الإطار المفاهيمي لها، و توصلت الدراسة إلى أن الإهتمام بريادة الأعمال ضرورة حتمية أفرزته الإتجاهات العالمية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تعتبر ريادة الأعمال أداة مهمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فهي تلعب دوراً بالغ الأهمية في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة الإقتصادية والإجتماعية والبيئية، كما خلصت الدراسة الى مجموعة من التوصيات يمكن لها أن تشجع على تبني ريادة الأعمال كوسيلة موثوقة للوصول الى التنمية المستدامة في منطقة الدول العربية.
عرض المقالةتُعد التنمية الإقتصادية من الأهداف الجوهرية لجل شعوب العالم وهي تقوم على أسس معينة أهمها الفلسفة أو الإستراتيجية والثروة التي تمتلكها الشعوب، وهنا يركز هذا البحث حديثه بحيث يؤكد على ضرورة حرية بناء الفلسفة، وكذلك حرية التصرف في الثروات الطبيعية والبشرية من أجل تنميتها في مسارها الصحيح، ولكن البحث دلل على أن الشعوب التي لا تمتلك حرية التصرف في الثروة ولم تمنح فرصة للتفكير لبناء حياتها لأنها لم تحقق التنمية المرجوة، وكان المثال جمهورية إيران والباكستان والنتائج السيئة لهما نموذجاً يعزز رؤية هذا البحث في فرضيته القائلة: ” لا تنمية بدون فلسفة ولا تنمية بدون ثروة ” فكانت النتائج التي توصل إليها ربما وجود تنمية ولكنها تنمية قاصرة، ولهذا تعددت الأسباب منها الدول المستعمرة و رؤيتها كما أشار لها (أدم سميث) و وضحت في متن هذا البحث.
عرض المقالةيبدأ البحث في تحديد مفهوم الابستيمولوجيا التي حصل حولها خلاف بين أن تكون نظرية في المعرفة أو أنها معرفة لكنها غير تقليدية، أو أنها هي معرفة تهتم بالجانب العلمي المعرفي ودون أن تكون نظرية في المعرفة مستقلة، وتعريجا على أصل اللفظ وجدت انه ينتمي إلي : العلم، النقد، المعرفة، الدراسة والبحث، النظرية، إلي أن تكون علم العلوم، والمعرفة النقدية للعلوم ، وفلسفة العلوم، مع محاولة بيان علائقها بفلسفة العلوم والمثيودولوجيا وغيرها، ومن هذا التشابك بينها وبين مفاهيم عديدة أخري حدى بالمؤرخين أن يصرحوا بأن كل ذلك يدور في فلك المعرفة، سواء سميناها ابسييمولوجيا أو كنزولوجيا أو علم المعايير والنقد، أو المنطق كبيرا وصغيرا، أو يقينا طالما أن البحث الذي تقوم به بشكل أو بآخر ما هو إلا شرط للمعرفة البشرية في حدودها وأبعادها وقيمتها، وأنها المتعقبة والمتشعبة للمسار العلمي في تحليله بالوصف بغض النظر عن صياغتها المنطقية، فمهمتها هي تحليلية وصفية لبيان وتوضيح مواطن الكشف العلمي والإنشطار الثقافي المعرفي في العلاقة بين الفكر والواقع، وفي سياق العملية العلمية التي تهدف منها إلي الرقي بها حتى تكون علمية سواء كانت تطبيقية أو علوماً إنسانية، مما حدى بنا إلي توضيح مبسط إلي علائقها وارتباطها بالعلوم المختلفة :- فلسفة العلم، الوضعية، تاريخ العلوم، الفلسفة، علم النفس، والاجتماع وغيرها، ومن هذا قرر علماء الابستيمولوجيا أنها لابد وأن تنفصل عن الفلسفة التقليدية التي إن عاشت في كنفها استغلتها لصالحها، لهذا رأت الابستيمولوجيا فصل مشكلاتها عن الفلسفة بغية إيجاد حلول لها وهذا ما سلكته ابستيمولوجيا العلوم الإنسانية في منهجها فصارت بذلك علوماً قائمة بذاتها، وهذا ما جعلنا نركز على توضيح علاقتها بالمعرفة التقليدية بمثال ( افلاطون plato 348 ق م– ديكارتDscarte 1950 م – كنت Kant 1804م) التي اتضح منها كيف كانت الابسيتمولوجيا ( كمعرفة علمية دقيقة ) مهيمن عليها لصالح النسق الفلسفي وأخرجها في كثير من مناحيها عن نطاق الممارسة العلمية . وطالما أن هذا الاتجاه لا تقبله الابستيمولوجيا العلمية الدقيقة كان لزاماً أن نوضح ما هي الابستيمولوجيا البلاشلارية في فلسفته المفتوحة، وتحديدها باعتباره من أكبر الابستيمولوجين العلميين الذي طور هذا المفهوم المعرفي، إلي بيان العوائق المعرفية، ثم القطيعة الابستييمولوجية فيها، وهما من منهاجها التي تحتاجها العلوم الإنسانية في تطورها، ولا يعتبر فقط ( باشلار Bachelard 1962م ) الذي توجه بها توجها علميا انطلاقاً من علمه الفيزيائي ولكن اشتهر ( فردناند كونزرت F.conseth 1975م ) في الرياضيات و ( جان بياجيه Piajet 1980م ) في علم النفس التكويني المعرفي، و ( كانغليم Kanjhelim 1995م) في البيولوجيا وغيرهم كثير مثل ( بلانشي Planchil 1975 م، فنجتيشين Wittajenestion 1951م، التوسير Althusser 1990م ، كارناب Carnap 1910م ، برنشفنج Brunschricj 1944م ، تشومسكي Shomsky، شتروس Strouss 2009م) وغيرهم كثير وعقبنا في تناظر مع ( باشلار ) و ( بياجية ) في علم النفس التكويني المعرفي باعتباره الأقرب للعلوم الانسانية استفادة من بعض قواعده الابستيمولوجية لاسيما في تعاون الابسيتمولوجيا التكوينية لديه بغيرها من علوم. ثم وصلنا إلي علاقة الابسيتيمولوجيا بالعلوم الإنسانية، وهذا دخلنا إليه من خلال تعريف وتحديد ماهية العلوم الإنسانية أولا ، ثم بيان أن الابستيمولوجيا لا تختص فقط بالعلوم التطبيقية وكفى ولكن هذا يتضح في علاقتها بالعلوم الإنسانية، كما أكد ذلك الابستيمولوجين أنفسهم من خلال بحثهم في العديد من فروع علوم الإنسان، كعلم النفس والاجتماع واللغة والفلسفة وغيرها، مع توضيح بعض القواعد الابستيمولوجية التي قيل أنها من العلوم التطبيقية مثل المنهج التجريبي، البنيوية، التفسير والتحليل، الاستقراء وغيرها، ومحاولة بيان دخولها في العلوم الإنسانية وبذا نحاول أن نرفع الغبن الذي أصاب العلوم الإنسانية ووصفت بالتخلف. لذا حاولنا أن نطلق العنان لبعض المفاهيم الابستيمولوجية المتخذة نبراساً لإحياء العلوم الإنسانية في المشاريع المطروحة الآن، والتلميح لها بصورة مبسطة، مشروع الجابري 2010م، و حنفي 2021م، وطيب تبزيني2019م، حسين مروة 1987م، ادونيس، وغيرها، وبذا نختم القول بالمطالبة بإنزال البحث الابستيمولوجي في صياغته العلمية الدقيقة ومنهجيته على العلوم الإنسانية إذا أردنا لها الإزدهار والإنطلاق إلي مصاف العلمية والتقدم، مع بعض التوصيات الواجبة في مجالها.
عرض المقالة